لم يكن اللقاء الذي جرى أمس الخميس بين السفير الفرنسي برونو فوشيه ومسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" السيد عمار الموسوي هو الأول، لكنه كان الاخير. وعلمت "النشرة" أن الموعد محدّد مسبقاً قبل خطابي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. لقد كان اللقاء الأخير بين كل من ممثلي باريس والحزب، لأنه كان اللقاء الوداعي للسفير فوشيه الذي ينهي مهامه الدبلوماسية ليغادر قريبا لبنان. بينما تحل مكانه سفيرة فرنسا في المكسيك الآتية لإستلام ملف المبادرة الفرنسية، والبدء من نقطة الصفر. علما ان السفيرة القادمة الى بيروت لا ترتبط بعلاقة ولا معرفة بأي فريق لبناني، وتحديداً قوى "١٤ آذار".
وعلمت "النشرة" ان اجتماعا كان عقد بين الإثنين بعد رد حركة "أمل" على خطاب ماكرون، فيما أتى اللقاء الوداعي أمس بحسب الموعد المحدد قبل الخطابين.
وذكرت مصادر خاصة للنشرة أن اللقاء بين الموسوي وفوشيه حصل على مائدة غداء، تضمنت أكلة سمك دسمة، وحديثا لا يقل دسامة عن طعام الغداء. واذا كان التوقيت هو المهم، بعد خطابي ماكرون ونصرالله، فإن الفرنسيين تعاطوا بإيجابية لافتة مع الحزب: كانت تتوقع دوائر الإليزيه أن يكون خطاب نصرالله حاداً تجاه ماكرون، لكن "جاء كلام الأمين العام لحزب الله لائقاً جداً"، فلم يُسقط نصرالله الألقاب، ولا تخلى عن الرد بالتفاصيل، لكنه حافظ على دبلوماسية فائقة بتفنيد جوابه على كلام ماكرون، وهو كان موضع تقدير فرنسي نقله السفير فوشيه للحزب.
وعليه، فإن المؤشرات توحي بأن الفرنسيين سيندفعون مجدداً لتحريك ملف الحكومة اللبنانية. فهل تستطيع السفيرة الآتية تدوير الزوايا اللبنانية خلال الأسابيع المتبقية التي حددها ماكرون؟.
هناك من يقول أن النية هي الأساس، وهي إيجابية، وقد تستطيع فرنسا دفع اللبنانيين لتكليف رئيس جديد لتأليف الحكومة خلال الفترة المحددة. بينما صار واضحاً أن المقاربة الماضية لن تتكرر، بعدما ثبت للفرنسيين ان "إدارة المبادرة الفرنسية لبنانياً كانت فاشلة"، وهنا يتحمل رئيس الحكومة الذي كان مكلفاً مصطفى أديب وخلفه رؤساء الحكومات السابقين الأربعة مسؤولية النتيجة التي وصلت إليها مبادرة ماكرون في محطتها الأولى. بينما سيكون العنوان: الى المحطة الثانية.